إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

785 ـ ميخائيل سيرجيفتش جورباتشوف (1931م ـ )

رجل دولة سوفيتي، رئيس الاتحاد السوفيتي (1985 ـ 1991م).

ولد جورباتشوف في قرية برفولنوي بالقرب من مدينة ستافروبول، درس القانون في جامعة الدولة في موسكو عام 1950م، وتخرج فيها عام 1955م، والتحق بالحزب الشيوعي عام 1952م، وبدأ عمله في تنظيم تابع للحزب الشيوعي في ستافروبول. وتدرج في الوظائف حتى أصبح رئيساً للجنة الإقليمية للحزب الشيوعي في ستافروبول عام 1970م. ثم أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي عام 1971م. ثم استدعي إلى موسكو ليتولى إدارة الشؤون الزراعية في سكرتارية اللجنة المركزية، خلفاً لفيدور كولاكوف عام 1978م. ثم نال العضوية الكاملة في المكتب السياسي عام 1980م، وعندما أصبح أندروبوف صديق جورباتشوف رئيساً للحزب الشيوعي عام 1982م، وكان أندروبوف في ذاك الوقت من أقوى القادة السوفيت، قام بترقية جورباتشوف وعهد إليه بسياسة البلاد الاقتصادية. وفي عام 1984م توفي أندروبوف، وخلفه كونستانتين تشيرنينكو، لمدة قصيرة رئيساً للحزب، حيث توفى في مارس 1985م، فأُختير جورباتشوف خلفاً له رئيساً للحزب، ثم أصبح جورباتشوف رئيساًللجنة التنفيذية الدائمة لمجلس السوفيت الأعلى عام 1988م، ودعم جورباتشوف سلطات المنصب وصار يعرف برئاسة مجلس السوفيت الأعلى. وفي عام 1990م أنشئ منصب جديد هو رئيس جمهوريات الاتحاد السوفيتي وأًسندت إليه رئاسة الحكومة الفيدرالية، وتولى جورباتشوف هذا المنصب، واستولى على سلطات رئيس الحزب الشيوعي كأقوى منصب في البلاد، وفي عام 1990م مُنح جائزة نوبل لدوره في المحافظة على السلام العالمي. وبقى جورباتشوف رئيساً للحزب، وفي 19 أغسطس 1991م قامت مجموعة من كبار القادة الشيوعيين السوفيت بانقلاب ضده، حيث قاموا بإبعاده عن منصبه واعتقاله في منزله، إلا أن الانقلاب فشل نتيجة المقاومة الواسعة، وفي 21 أغسطس 1991م استعاد جورباتشوف منصبه. ثم استقال من الحزب عام 1991م بعد الانقلاب الفاشل. وأمر البرلمان السوفيتي بتعليق نشاطات الحزب الشيوعي. وأعلنت معظم جمهوريات الاتحاد السوفيتي الخمس عشرة استقلالها، وقد حاول جورباتشوف منع تجزئة الاتحاد السوفيتي إلا أن باقي الدول أعلنت استقلالها، وكونت كومنولث الدول المستقلة. ويؤرخ يوم 31 ديسمبر 1991م للسقوط الرسمي للإمبراطورية السوفيتية التي تأسست في 30 ديسمبر 1922م، وبذلك يكون ما عرف (باتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية) قد عاش 75 عاماً في ظل النظام الشيوعي، بدءاً من لينين ووصولاً إلى ميخائيل جورباتشوف ومروراً بستالين وخروتشوف وبريجينيف وأندروبوف وتشيرنينكو.

في 25 ديسمبر 1991م استقال جورباتشوف من منصب الرئاسة، وانهار الاتحاد السوفيتي.

وكان اقتصاد الاتحاد السوفيتي آخذ في الانهيار عندما تولى جورباتشوف رئاسة الاتحاد السوفيتي فأعلن أن البلاد تواجه أزمة خطيرة، فاقترح إجراء تغيرات كثيرة للتحول من النظام الشيوعي الذي تسيطر الحكومة فيه على الاقتصاد سيطرة كاملة، إلى نظام أقل مركزية، مع الحد من السيطرة الحكومية، وتغيير الأنشطة السياسية والاجتماعية السوفيتية وجعلها أكثر انفتاحاً وديمقراطية، كما نادى بالحد من سلطة الحزب الشيوعي، وزيادة سلطة الأجهزة المنتجة. وعرف برنامجه للإصلاح الاقتصادي والسياسي بـ (بروسترويكا). وتم اعتماد أهم مقترحات جورباتشوف الإصلاحية عام 1988م، 1990م. وقد قاوم بعض المسؤولون تطبيق الإصلاحات التي اقترحها جورباتشوف، لأنها تحد من سلطاتهم وامتيازاتهم، كما طالب البعض الآخر من المسؤولين والمواطنين بديمقراطية أكثر مما اقترحه جورباتشوف. وطالب أعضاء المجموعات في بعض الجمهوريات السوفيتية بتوسيع الحكم الذاتي أو الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي. مما أدى إلى إثارة العنف، كما طالبت شعوب بلدان شرق أوروبا الشيوعية بمزيد من الحرية وإنهاء حكم أحزابهم الشيوعية.

وقد عمل جورباتشوف على تحسين العلاقات السوفيتية مع الدول الغربية والحد من التوتر والصدامات في العالم، والحد من التسلح، ووقع جورباتشوف مع الرئيس الأمريكي رونالد ريجان عام 1987م معاهدة الحد من التسلح، للتخلص من الصواريخ متوسطة المدى، عرفت بمعاهدة الأسلحة النووية، وقام جورباتشوف بسحب القوات السوفيتية من أفغانستان عام 1988، 1989م.

أصدر جورباتشوف كتاب (بيريسترويكا) في عام 1988م.